الساحرة الساخرة

رأيت و سمعت عن قراءة الطالع والحظ، بل شهدت ثلة من البشر يعتقدون بقراءة الفنجان ومهنة التنجيم وقراءة الطالع . لكن أغرب ما شهدته كان تطرف بعض هؤلاء إلى حد لا يصدقه عقل. فقد   كانت الساحرة/الساخرة التي أحكي لكم عنها امرأة لطيفة الوجه، معسولة الكلام، مستديرة الوجه وبيضاء وبها قدر من الحسن لا بأس به. وأعتقد إنها كانت تمزح أكثر مما تمارس سحرًا أو تنجيما . فقد كانت صاحبتنا تمتلك زوج من زواحف الحرباء تقول إنهما ذكر وأنثي. وتحتفظ بهم في حوض زجاجي أنيق له ديكور خاص يماثل غابة صغيرة يزين منتصف قاعة استقبال ضيوفها. ولكن ضيوفها كانوا مقتنعين تماما بقدراتها السحرية على معرفة الطالع والحظ . فكانوا بعد احتساء مشروب الضيافة غالبا ما يطلبون منها التنجيم لهم. فكانت ساحرتنا الساخرة تقوم بإلقاء غطاء على زوج حرابيها ، وتطفئ ضوء الحوض الخاص بهم قليلا. وتطلب من الضيف طالب التنجيم أن يقص قصته على مسمع من حرابيها. وتصغي هي بعناية إلى ما يقصه. ومن ثم ترفع الغطاء وتضئ ضوء الحوض. إذ بحرابيها قد غيرت ألوانها ومن ثم تبدأ في شرح معاني الألوان لضيفتها ، لأن كل ضيوفها من النساء، بطريقة حالمة رومانسية وتطرح بعض الحلول المنطقية لما سمعت من سفاسف الأمور موضحة أن اللون السائد في الألوان التي تشكلت وتلونت بها الحَرَابِيُّ يعني أن الأمور ستؤول إلى خير بأذن الله. وتودع ضيوفها باسمة بعد أن وضعت على شفاههن بسمة وفي قلوبهن  أمل في غد أجمل. (يتبع)



Comments

Post a Comment

Popular